خرجت تمشي على
قدميها لتسرد لأمها ما حدث عند سقوطها في البئر...
قصة قصيرة (روح البئر) |
روح البئر
خرجت تمشي على
قدميها لتسرد لأمها ما حدث عند سقوطها في البئر...
في صباح مشرق
وجميل كانت توجد فتاة اسمها (كارلا) البالغة من العمر 10 سنوات تسكن في قرية
(أروانا) وكانت تلعب في البستان بطائرتها الورقية فنادتها أمها لتأتي للغداء فنسيت
انها تمسك الطائرة الورقية فسقطت منها في بئر مهجور فقالت لامها ساحضرها و اعود
فذهبت الفتاه لتبحث عنها لكنها لم تراها لان هناك من اخذها فذهبت لتأكل و تعاود
البحث عنها و بعد الاكل عادت لتبحث عنها فاذا بها تنظر في البئر فرأتها ولكن كانت بعيدة
عن متناول يديها فاذا بها تفكر ماذا افعل... ماذا افعل...اها وجدتها فهرولت الى
قبو منزلها لتبحث عما هداها اليه تفكيرها ثم ذلفت الى القبو بسرعة تتحسس زر الضوء
فأضأت القبو فذهلت مما رأته عينها فالغبار كان يكسوا كل شبراً في القبو فوجدت
حبلاً طويلاً قوياً متيناً من اشياء ابيها ولكن يكسوه الغبار فاخذته وصعدت لكي
تغسله ولكن الام لم تراها فعندماغسلته اخذته مسرعه الى البئر فربطت احدى اطرافه
بخصرها وبطرفه الاخر في غصن شجره ولكن حيز تفكيرها لم يكن كبيرا بما يكفي إذ ظنت
بأن الغصن سيحمل جسدها بثقله ولكن الغصن بدأ بالتشقق شقاً شقاٌ، ولكن الفتاة لم
تكن لتسمع هذا الصوت الصغير الضعيف من حماسها، وفجأة انكسر الغصن لتسقط الفتاة
خائفة ولكنها استطاعت التمسك بحجر وظلت تنادي ولم يسمعها أحد، إلا شخصاً كان مراً
بمحض الصدفة وخيل إليه أنه يسمع صوت نداء بعيد..
فالتفلت إلى البئر
وكان حالكاً الظلام فكان يسمع الصوت دون أن يرى شيئاً، فسار كأن لم يكن، وتركها
لتلقى حتفها..
وذهب إلى القرية
مسرعاً ليخبرهم أنه سمع صوتاً في البئر ينادي، ولكنه لم يستطع الرؤية لشدة
الظلام..
فذهبت مجموعة من
القرية يستطلعون الأمر وكان منهم جيران ل(كارلا)
فلم يسمعوا صوتا
ولم يروا شيئاً..
ولم يخطر ببالهم
أي فكرة أخرى..
افتقدت الأم
ابنتها وسمعت بما حدث فانقبض قلبها وهرولت تبحث عن (كارلا)..
دون جدوى حتى عادت
إلى المنزل لتجدها ترتجف بثياب مبللة..
فعانقتها بحرارة
ولهفة ثم استدركت الموقف من جراء بلل ملابسها من ملابس ابنتها..
الأم:
-أين كنتِ؟
كارلا:
-كنت أتتبع طائرتي
الورقي، ولكنها سقطت في البئر فحاولت جلبها..
الأم بفزع إذ خيل
إليها المشهد:
-ثم ماذا؟؟
كارلا:
ربطت حبل أبي
الخوصي بغصن شجرة..
تسكتها الأم بنبرة
عالية:
-حبل.. غصن..
شجرة.. البئر..
ثم تحتضن ابنتها
بقوة أكثر من السابق..
تتنهد (كارلا)
متابعة حديثها:
-ثم ربطت الحبل
بخصري بقوة ودلفت إلى البئر بحذر..
ولكن قدمي انزلقت
حتى وجدتني أتشبث بصخرة.. ناديت كثيرا دون جدوى وقررت المتابعة.. كدت أن أمسك
بطائرتي ولكن يا أمي..
تبكي كارلا بحرقة
فتسكتها الأم: لايهم ، المهم أنك بخير وأنك معي..
كارلا:
-ولكن يا أمي..
تنهي الأم الحوار
بإخراج ملابس نظيفة لكارلا من الخزانة ثم أومأت برأسها لطفلتها أن ترتدي ملابسها
أثناء إعدادها طعام العشاء.
اختنقت الكلمات
بحلق كارلا .. إذ كان لابد أن تنهي لأمها قصة ماحدث..
وأثناء وضع الأم
للعشاء لاحظت تجهم وجه ابنتها وضيق بؤبؤيها وازرقاق شفتيها ولون جلدها.. ظنا منها
أنها تشعر بالبرد؛ فأشعلت بضع حطبات في مدفأة الغرفة..
وعلى طاولة العشاء
بدأت الريبة بالتسلل إلى قلب الأم فابنتها لا تمضغ طعامها.. ولا تحرك ساكناً ولكن
صدرها يعلو ويهبط بضيق..
فضلت الأم أن تنهي
الموقف باحتضان ابنتها وتدفئتها وصولاً إلى نوم هنيء..
حين غطت (كارلا)
في سباتها غطتها الأم بحنان وأطفأت السراج وتركتها إلى غرفتها..
اشتد السواد في
منتصف السماء، وكان هذا أذاناً بالشر والهلاك..
حيث فزت (كارلا)
من مضجعها إلى البئر مرة أخرى.. ثم حامت حوله ثلاثاً وتركت قدماها حيث تقودانها..
فقادتها إلى منزل
متطرف.. حيث كانت تشتم نفس الرائحة قبل سقوطها عن الصخرة..
الصخرة..
تكمل (كارلا
حديثها المقتضب من والدتها ولكن في نفسها فقط..
بعد أن تشبثت
بالصخرة هويت.. نعم هويت يا أمي إلى قاع البئر.. ولا أذكر شيئاً بعدها سوى أنني
تركت عالمكم كاملاً ووجدتني في عالم لا أعرفه..
نظرت كارلا إلى
المنزل ولم تمنعها الجدران ولا الأبواب عن دخوله حيث تناهى بصرها إلى ما وراء
الحواجز..كان بصرها مركزاً على هدفها..
هي تعرف هذا الشخص
وتعرف هذه الرائحة..
هي تعرف لماذا هي
هنا.. لقد جاءت تريد روحه فقط..
قلقت الأم على
كارلا الليلة كثيرا فذهبت لتطمئن عليها وعلى حرارتها..
فوجدتها نائمة كما
تركتها ولا بأس بها..
(كارلا)
سمع (تربو) صوتاً
يعرفه جيداً.. إنه صوت البئر.. أجل صوت المنادي في البئر..
أرق هذا الصوت
مضجعه؛ فاستيقظ ناهضاً يبحث إن كان حقيقياً أم وهماً في رأسه..
دار في غرفته
قليلاً عله يجلب تركيزاً مضاعفاً إلى ذهنه..
ولكنه تيقن أن
الصوت ينادي حقاً بالأسفل.. خطى خطوات معكوسة من شدة الخوف.. اذ كان يتقدم خطوتين
ويعود واحدة، ثم حمل بيده قنديله الصغير وخرج من غرفته.. ليتكرر الصوت في أذنيه
معاً.. نزل ألى غرفة المعيشة بحذر وهلع بالغين، تسمرت قدماه حين لمحت عيناه طيفا
يدور بسرعة بالغة في دائرة شبه مرسومة..
وفجأة توقف الطيف
عن الدوران مخلفاً (تربو) وراءه، ليرى طفلة نحيلة تتساقط من ملابسها قطرات من
الماء تحمل رائحة الطمي.. كان تركيزه مثبتاً على سواد شعرها الحالك ولمعانه
المضيء..
التفتت إليه ببطء
لتظهر بملامحها الطفولية البريئة التي بدأت بالبكاء ثم النهيار.. لم أكن لأؤذيك..
لكنك اخترت..
سألته:
-لماذا لم
تنقذني؟؟
تربو) فاغراً فاه
متسمراً لايقوَ على حراك ولا على نطق..
-لماااذا لم
أنقـ.. ذكِ؟؟
هل كنتِ حقاً في
البئر؟؟
-كان بوسعك أن
تتحقق.. كان من السهل أن تنقذني.. كان ذلك بإمكانك..
شل تفكير (تربو)
فلم يسعه الا ان يهرول الى غرفته مسرعاً ليجدها هناك بلفعل ولكنه قد اغلق الباب
حتى لا تدخل هي قد اغرقت كل شيئاً في الغرفة بدموع تترهل كالامطار من سقف الغرفة
ليموت المدعو تربو غرقاً فسحبته الفتاه الى الباحة منزلها جراًمن قدمه اليسرى استيقظت الام في الصباح الباكر لتجد ابنتها لا تزال نائمه فجائت تفتح الستائر لتجد الكثير من الناس في
باحة منزلها فنزلت مذهولة
الام:
-ما الذى تفعلونه
هنا
اجابها احدى
الجيران المدعو (فيلب) :
-ما الذى جلب تربو
الى هنا
الام بذهول:
-تربو من هو هذا
التربو
وذهبت الى التجمع و
وجدته ميتاً غرقاً فذهلت
الام:
من شدة ذهولها لم
تصدق ان ذلك حقيقه وقالت :
لابد انه حلم بل
كابوس
قالوا :
لا انت لا تحلمين
فنزلت الفتاه وقالت :
لقد مات مثلما تركني
لاموت
فاخذتها الام و
دخلت الى البيت وقالتلها:
ما الذى قلته تواً
الفتاه :
لقد قلت الحقيقة
الام:
اصعدي الى غرفتك
فتغير لون عين
الفتاة واشتعلت غضباً وصعدت الى الاعلى
وفي اليوم التالي في جنازت تربو
قالت احدى السيدات:
هو الذي ابلغ عن وفاة ابنتك عندما سقطت في البئر
فذهلت الام قالت مبتسمة:
ماذا تقولين؟!!
انت تكذبين هذا
غير ممكن كانت معي بالامس كانت تقف الى جواري الم تسمعيها عندما قالت لقد مات
مثلما تركني لاموت
السيدة:هذا لم يحدث
لم يكن هناك اي
احد
ظلت الجملة تتردد
في اذنيها حتى ذهبتالى خيالها في كل لحظة كانت تتحدث مع طيف فيها خافت ان تعود الى
البيت فذهبت الى البئر لتتحقق من الامر فوجدت الجثة ولكنها كانت تكذب نفسها لكن لا
مفر من الحقيقة فبدئت تبكي على الجثة فشعرت بيد تتسلل الى كتفيها فالتفتت الى
الخلف بحذر فوجدت ابنتها فتمسكت بالجثة اكثر فتألمت الروح فالقت الجثة في البئر
وهرولت الى منزلها ولم ترَ ما حدث ولم ترَ ابنتها مجدداً
النهاية
انتظرونا في وجهة نظر اخرى
لقراءة وجهة نظر اخرى اضغط هنا